للموت أكثر من عنوان وصورة في غزة بفلسطين وللموت هوس مجنون بالأطفال، يأخذهم رضع، ويأخذهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم قبل أن تبتسم لهم الحياة.
حرب الصهاينة الوحشية البربريةً ضد غزة ، وما ألقت طائراتهم من صواريخ وقذائف مدّمرة وحارقة زادت عن 100 ألف طن حتى اليوم ، التهبت الأرض ودمّرت كل ما فوقها وأصبح عدد القتلى بالآلاف ، ويصعب معرفة أسماءهم وعددهم بدقة.
تقطعت أجسام الكثيرين وتناثرت في الفضاء. لم تكن الطبيبة آلاء النجار أول فلسطينية يفجعها الاحتلال الإسرائيلي في تسعة من فلذات أكبادها، لكنها كانت الأكبر حظا من الألم والأكبر نصيبا من المأساة، وصاحبة الرقم الأعلى بين أمهات فلسطين حينما تلقت على حين غرة ودون أي ميعاد جثامين أبنائها التسعة الذين قضوا حرقا في غارة جوية حانقة بحي قيزان في مدينة خان يونس.
كانت الأم التي تعمل طبيبة في مجمع ناصر الطبي، يملأ قلبها الأسى لما ترى من أهوال ومصائب وأجساد تحولت إلى قطع، قبل أن يكون قلبها المفعم حبّا لمساعدة المصابين مسرحا لألم وحرقة لا تنتهي من المأساة والصبر، وكان رّدها عند الصدمة الأولى عندما بلغها أن أطفالها التسعة تحولوا إلى أشلاء وذكريات ان قالت(هم أحياء عند ربهم يرزقون).