ما قل ودل

سكاكين الظلم تسري على رقاب الغزاويين…أهل فلسطين في انتظار كبش الحرية

منظر لطفلتين تنتظران الفرج القريب

شارك المقال

عاد عيد الأضحى المبارك ككل عام والمسلمون في أقاصي الشرق ومغاربه يتنافسون شراء الأضحية للتقرب من الخالق البارئ تيّمنا بسّنة خليل الله إبراهيم, وفي نفحات هذا العيد نستذكر من خلاله شطر البيت الأول من قصيدة المتنبي, بأي حال عاد و أرواح الفلسطينيين لا تزال تزهق تحت أنظار المتخاذلين, وأصبح أقصى ما يتمناه الغزاوي هو تقديم روحه على مذبح الشهادة على مقاس ما فعل إبراهيم بولده إسماعيل.

فالعيد في غزة استبدلت الأضاحي فيه باللحوم البشرية, فاستبدلت حفلات الشواء بالإنفجارات التي لا يزال الصهاينة يتنافسون في فرقعتها من أجل إما القضاء على ماتبقى من أسراهم أو طمرهم بميثاق هنبعل, و حّل مكان الكبش الأقرن الفلسطيني الأعزل الذي بات ذنبه الوحيد هو وقوف رهط من قومه موقف النّدية و إطالة عمر الصراع بأمعاء خاوية.

فالحرب في غزة لم تعد فقط رهان لدى الصهاينة من أجل استرجاع أسراهم, أو ما تبقى منهم من أشلاء, بل بات الصراع من أجل القضاء على جذوة المقاومة و بذور الأحرار, أينما كانت و حيثما وجدت و أصل جذور تلك المقاومة حتما هي غزة المقاومة الشامخة التي قدم أبطالها رقابهم آلاف المرات لسكاكين الأعداء, التي رغم تمزيقها شرايين الدماء لم تستطع تمزيق أواصر الحياة للغزاويين الذين لا يزالون يمرح أبناؤهم و يلعبون و لسان حالهم على وزن ما صدح به جدهم الذبيح في القرآن الكريم “قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ” الآية (102) -سورة الصافات-.

فما يحدث لأهل غزة يماثل نفس الابتلاء الذي ابتلي به إسماعيل عليه السلام, أين انقطعت به كل السبل من أجل تفادي مصيره المحتوم الذي جاءت به الرؤيا لأبيه خليل الله إبراهيم, فغزة و العالم الإسلامي يتجّهز لنحر الأضاحي و الاستمتاع بتناولها بشتى الطرق, باتت هي في منزلة الذبيح تنتظر فرج الله بأن ينقذها القدير بكبش يكون بمثابة تحّررها من القصف العشوائي, مثلما يكون أهلها مرتاحون وهم في ديارهم سالمين, فهم لا يطلبون اللحوم و الشحوم, فأقصى طلباتهم رغيف خبز يابسٌ يأكلونه في زاوية خير من الساعات في القصور الغالية, ورحم الله قائل هذه الأبيات أبا العتاهية…عام سعيد لكل المسلمين عموما و الغزاويين خصوصا, و رحم الله كل من قضى تحت سكاكين الجبروت والطغيان في انتظار كبش الحرية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram