العمر مجرد رقم…من زرع حصد…إعمل خيرا خيرا تلقى…ما يبقى فالواد غير حجارو…اللي عيّب فالذهب غير يكذب…و غيرها من الحكم باللغة العربية الفصيحة و أيضا بالعامية…كلها تنطبق على الأسطورة كريستيانو رونالدو الذي حقا بإنجاز يوم أمس يكون قد وصل لمستوى العالمية لم يصله أحد قبله و أكاد أجزم أن لن يصل إلى مستواه لاعب بعده.
فما قام به رونالدو يوم أمس فاق العجب بعدما أعاد منتخب بلاده البرتغال إلى معترك المنافسة من جديد على الأشواط الإضافية, حين سجل هدفا من ذهب و بطريقته المعهودة بدون مراقبة ألصق قذيفة سّطر لها بالميليمتر, لتسكن شباك الإسبان و ينهي حلما للجار الذي طالما ترعرع في أحضان بطولته و فعل الأفاعيل أثناء تواجده مع الميرينغي أو الأبيض الملكي.
و يبدو أن ما فعله يوم أمس الدون كان رّدا شافيا كافيا على كل المشّككين الذين لم يرحموه يوما عندما دارت عليه الدائرة سواءا كان ذلك في مانشستر, أين تلّذذ مدربه السابق المتصهين تين هاج في إذلاله, مثلما هو الشأن لمدرب منتخب بلاده الذي لم يعد يعتمد عليه في خططه و كان يضطر لتعويضه بشكل مهين.
فرونالدو لم يستسلم لتلك الإهانات, و لم يتخذ الميديا وسيلة للرّد كما يفعل البعض, و لم يختر لنفسه طريق اللايفات لينال من خصومه, بل صنع نفسه بنفسه من جديد, و قام مثلما قام قبله بطل العالم في الملاكمة الراحل محمد علي كلاي, و رفع التحّدي و هو في سّن الأربعين, و عاد من احتراف بالسعودية الذي عيّر به بأنه سيكون مقبرة له, لكن تلك المقبرة أرجعها الدون مشتلة رمّم فيها جراحه من جديد, و عاد للحياة صانعا المعجزات في ميدان الرباضة العالمية.
فحقا رونالدو أصبح قدوة لكل من تغالبه مشاكل الحياة, و كل من تلّقى الضربات من خلالها, و كل من خدله القريب و البعيد, فمن أراد وصفة شافية لهمومه و مشاكله من الآن فصاعدا فعليه اتباع طريقة رونالدو.