في ظل التصعيد المتواصل في منطقة الشرق الأوسط، جاءت إدانة الجزائر للعدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتكشف عن موقف مبدئي متسق مع توجهها التاريخي الرافض لانتهاك سيادة الدول والمندد بسياسات الاحتلال. وقد دعت الجزائر المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما وصفته بـ”السياسة العدوانية الممنهجة” للاحتلال الإسرائيلي.
و أعربت الجزائر، عبر وزارة الشؤون الخارجية، عن “إدانتها واستنكارها” لما وصفته بـ”العدوان السافر”، واعتبرت أن غياب المحاسبة الدولية هو ما شجع إسرائيل على التمادي في هذه السياسات. ويعكس البيان الجزائري ثباتًا في الخطاب السياسي الخارجي للبلاد، القائم على دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والدعوة لاحترام القانون الدولي وسيادة الدول.
و لا يكتفي البيان بالتنديد، بل يتعدى ذلك إلى تحميل المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، مسؤولية مباشرة في لجم التصرفات الإسرائيلية. وتُحذر الجزائر مما أسمته بـ”مغبة مجاراة غطرسة وتجبر الاحتلال”، في إشارة إلى الدول التي تدعم السياسات الإسرائيلية إما بشكل مباشر أو من خلال الصمت.
و تندرج هذه الإدانة ضمن سياسة الجزائر الخارجية التي ترتكز على دعم القضايا العادلة في العالم، لا سيما في العالمين العربي والإسلامي. كما يُنتظر أن يعزز هذا الموقف علاقات الجزائر مع إيران والدول الرافضة للهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.
و يكشف الموقف الجزائري من العدوان الإسرائيلي على إيران عن تمسك الدولة الجزائرية بمبادئها التاريخية في مناهضة الاستعمار والدفاع عن سيادة الدول. وفي ظل التحولات المتسارعة في النظام الدولي، يكتسي هذا الموقف أهمية متزايدة، خصوصًا في الدعوة إلى نظام عالمي أكثر توازنًا وعدالة، يحترم القانون الدولي ويُخضع المعتدين للمساءلة.