دخلت الحرب الإيرانية الصهيونية من خلال أسبوعها الأول مدخل الجّد, حيث بدأت بوادر انقلاب السحر على الساحر تظهر جليا على الساحة اللوجيستية, أين أحّست إسرائيل بالرعب يتغلغل إلى داخلها و استذكر الصهاينة من خلال هذه الهجمات الصاروخية هزيمة أكتوبر التي لولا ارتماء جولدامائير حينها أمام عتبة البيت الأبيض, و طلبها النجدة من خلال سلام زائف لكان الآن الكيان الصهيوني في خبر كان.
فعلى عكس ما حلم به نتانياهو و جماعته في الحكم على أن ضرب إيران سوف يضاهي ما فعلوه في مجازر صبرا و شاتيلا, و اجتياح لبنان, أو مجزرة بحر البقر بمصر, و كذا المذابح اليومية في غزة, تبّدل الآن هدف الصهاينة من سياستهم الهجومية المخادعة التي لم تكن لتفلح لولا إعانات العالم الغربي, إلى محاولة إنهاء الهجوم الإيراني الضاري الذي لم يشهد مثله الكيان الصهيوني منذ أن أنشأ على أشلاء الفلسطينيين من خلال وعد بلفور الذي بدأت تحترق أوراق اتفاقيته اللعينة.
و لعل ما أرّق مضاجع الصهاينة في الوقت الراهن هو دخول باكستان بعد اليمنيين معترك الصراع, أين باتت موازين القوى مختلة لصالح المحور الإيراني الباكستاني اليمني, خصوصا إذا ما علمنا أن باكستان دعت إلى ما لم تدعو له الجامعة العربية إلى توحيد صفوف المسلمين للوقوف ضد السرطان الصهيوني, و اقتلاع دابره من منطقة الشرق الأوسط التي عاث فيها فسادا منذ أن تم زرعه بشكل خبيث متعّمد من قبل البريطانيين, بعدما شرذموا العالم العربي الإسلامي عقب اتفاقية صايكس بيكو.
للإشارة أن باكستان توّعدت إسرائيل برّد مزلزل في حالة ما تجّرأت و هاجمت بلدها, علما أن رئيسها انحاز علنا لصالح الإيرانيين و زوّدهم بترسانة من الصواريخ الفرط صوتية آخر طراز, و هو ما أدخل الصهاينة في حالة من الرعب الرهاب خصوصا و أن الجميع في مجتمع الكيان الغاصب متخوف من استعمال باكستان لورقة الهجوم النووي.
للتذكير أن باكستان خرجت منتصرة في حرب لم تدم أسبوع على جارتها الهند, و هو ما يجعلها أكثر جرأة خلال المواجهات المسّلحة, مثلما هو الشأن للحوثيين اليمنيين الذين اضطرت أمريكا لمجاراتهم تجنبا لهجوماتهم التي تضاعفت في حوض البحر الأحمر.