احتضنت دار الثقافة أبي راس الناصري بولاية معسكر يوم أمس ندوة فكرية بعنوان: “الأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي: التحدي الراهن نحو تحصين الأمن المجتمعي”،بمشاركة نخبة من الباحثين الجامعيين والمختصين في الإعلام والاتصال.
الندوة في سياق تحولات رقمية ورهانات أمنية
تأتي هذه الندوة في وقت يتعاظم فيه خطر التضليل الإعلامي على استقرار المجتمعات، خاصة في ظل الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، وما يصاحبها من فوضى معلوماتية تتطلب وقفة تحليلية واستشرافية.
وقد استندت أشغال الندوة إلى مداخلة مرجعية لمدير الأمن الخارجي، تضمنت تحليلًا معمقًا لأبعاد التهديد المعلوماتي الذي تمثله الأخبار الكاذبة، خصوصًا تلك التي تُوظف بشكل منّظم ضمن أجندات تستهدف زعزعة الاستقرار المجتمعي والتأثير في الرأي العام.
مداخلات علمية متكاملة
تضمنت الندوة سلسلة من العروض العلمية، من بينها:
الأستاذ العربي بوعمامة، الذي ناقش صناعة التضليل في البيئة الرقمية، مبرزًا خطورته في توجيه السلوك الجماعي.
الأستاذ مصطفى دحو الشيخ، قدّم قراءة في الأبعاد النفسية والاجتماعية للأخبار الكاذبة، محذرًا من آثارها على التماسك المجتمعي.
الأستاذة رقاد حليمة، استعرضت دور الإعلام المسؤول في التصدي للتضليل، من خلال التحقق والتربية الإعلامية.
الأستاذ لكحل محمد المدير العام لجريدة المقال الإلكترونية، تناول المسألة من زاوية أمنية، داعيًا إلى تفعيل آليات الرصد والمراقبة الرقمية.
الأستاذة رايس علي ابتسام، ركزت على أهمية الوقاية الفكرية عبر دمج التربية الإعلامية في التعليم.
تكريمات واعتراف بجهود الفاعلين
في ختام الندوة، تم تكريم كافة المتدخلين تقديرًا لعطائهم العلمي، كما حظي نادي البيان بتكريم خاص من طرف مدير المخبر، إشادة بدوره في تنشيط الحياة الأكاديمية داخل الجامعة، إلى جانب تكريم مدير دار الثقافة أبي راس الناصري تقديرًا لاحتضانه الفعالية ودعمه لمبادرات ذات طابع فكري وتوعوي.
نحو استراتيجية وطنية للتصدي للتضليل
أجمع المشاركون على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الأخبار الكاذبة، من خلال الشراكة بين الجامعة والإعلام والمؤسسات المختصة، والعمل على تطوير ثقافة التحقق والتربية الإعلامية كخط دفاع أول لتحصين الأمن المجتمعي في العصر الرقمي.