ما قل ودل

من ضرب روسيا هو نفسه من ضرب إيران…اتساع حرب الوكالة و بروز العقل المفكر

الدمار متشابه في روسيا و إيران

شارك المقال

من ضرب روسيا هو نفسه من خطط لضرب إيران,بهذا العنوان أردت أن نتناقش أنا و قراء جريدة”المقال” حول هذا الطرح, فمن خلال تبّصري حول ما حدث في روسيا و ما حدث فجأة في إيران جعلني أستخلص بأن الفاعل واحد و لو أن من انساقوا في المشاركة في هذا الفعل الإجرامي تتعدد مشاربهم و مقاصدهم.

فلنكن صرحاء فإن الضربة التي تلقتها روسيا في عمقها تتشابه مع ذات الضربة التي اندلعت من خلالها الحرب الأخيرة في الأراضي الإيرانية, و انتهجت من خلالها حرب المسيرات, و نفس ما استخدم في هجوم روسيا تم استخدامه في هجوم إيران مع اختلاف خفيف في الطريقة الشيطانية فقط.

فلنعد إلى الوراء قبل شهر فقط لنقرأ السيناريو الروسي, فلقد تم استهداف بلد إيفان بعدما تم إدخال مسّيرات ممّوهة في شاحنات تحمل منازل متنقلة و تم من خلالها إطلاق المسيرات التي نفذت الهجوم المباغث على المطارات العسكرية الروسية في أقصى شمال سيبيريا.

ذات السيناريو نرى بأنه تكّرر من جديد هذه المرة بعد كشف الكيان الصهيوني أن إيران هي الأخرى تم مفاجأتها بضربها من الداخل, و عبر مسّيرات تم التحكم بها عن بعد بعدما تم توجيهها إنطلاقا من سيارات كانت مركونة في الأراضي الإيرانية, و انتظر أصحابها لحظة الإيعاز فقط و التي جاءت من مركز العمليات في تل أبيب.

فمن خلال تشابه الهجومين الروسي و الإيراني, نرى أن مكمن التفكير ينبع من مادة رمادية شيطانية واحدة, فيبدو أن إسرائيل وحدها ليست مؤّهلة لخوض هكذا هجومات, فمن المؤكد أن في الأمر تكاثف و تحالف عدة قوى غربية من أجل تنفيذ هذا المخطط الإجرامي.

فبادئ الأمر ارتكز هذا المخطط على حرب إعلامية من الجيل الخامس نفذتها أمريكا و إسرائيل بإحكام, حيث تم تفاهم دوائر القرار في الكيان و الولايات المتحدة على إيهام العالم, و خصوصا إيران أن الأمور بين ترامب و نتانياهو ليست على ما يرام و ستصل دونما شك حّد القطيعة, بينما كان كل شيئ كالسمن على العسل, و الجميع كان ينتظر ساعة الصفر فقط.

بالمقابل توّسعت حلقات حرب الجيل الخامس حتى أوهم مجددا الإيرانيون أن الجيش الإسرائيلي بحق في عطلة, بينما كانت العقول الشيطانية تخطط في توجيه ضربة استباقية سمّاها الصهاينة بالضربة الوقائية من داخل التراب الإيراني

فمن خلال ملاحظة المعطيات الأولية لهذه الحرب نستخلص أن هجومي روسيا و إيران قد تم التخطيط لهما منذ مدة طويلة و باشتراك العديد من الدول, فالغرض من خلال تنفيذ هكذا هجومات هو جس نبض بعض الدول و قياس باروميتر رّدها الذي تم استيعابه بصفة خشنة من الجانب الصهيوني, في انتظار الرّد في المكان و الزمان المناسبين الذي توعد به الدب الروسي…ليبقى هذا تحليلنا أعزاءنا القراء قد يحتمل الخطأ و قد يجانب الصواب و حتى و إن أخطأنا فليس على الأعرج من حرج كما قيل…و ما عسانا في نهاية مقالنا  أن نقول سوى ربي يحفظ بلادنا من كل سوء و صباح الجميع مبارك سعيد.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram