ما قل ودل

من العدالة إلى التجارة…لندن والجزائر توسعان نطاق التعاون

شارك المقال

شهدت العلاقات الثنائية بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، تُوج مؤخراً بتأكيد الطرفين على تحقيق تقدم معتبر في عدد من القطاعات الحيوية. ويأتي هذا التطور ليعكس رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية ومواكبة التحولات الإقليمية والدولية التي تفرض ضرورة بناء تحالفات قائمة على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل.

في هذا السياق، صرح سفير المملكة المتحدة بالجزائر، السيد جيمس روبرت ستيفان داونر، يوم الثلاثاء، عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بأن البلدين سجلا “تقدماً معتبراً في العديد من القطاعات الهامة”، مشيراً على وجه الخصوص إلى قطاعات العدالة والدفاع والتربية والتجارة. هذا التنوع في مجالات التعاون يعكس طابع الشراكة المتعددة الأبعاد التي يسعى الطرفان إلى ترسيخها.

و يشكل التعاون في المجالين القضائي والأمني محوراً أساسياً في العلاقات الجزائرية-البريطانية، حيث تتقاطع مصالح البلدين في مواجهة التحديات العابرة للحدود، لاسيما مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. ويُعزى هذا التقدم إلى تزايد التنسيق بين الهيئات المختصة وتبادل الخبرات في إطار مقاربة قائمة على احترام السيادة الوطنية.

أما في قطاع التربية، فقد شهدت العلاقات تطوراً من خلال برامج دعم تعلم اللغة الإنجليزية وتبادل الأساتذة والطلبة، فضلاً عن توسيع آفاق التعاون الأكاديمي بين الجامعات الجزائرية والبريطانية. هذا التعاون يسهم في تحديث المنظومة التعليمية الجزائرية ويعزز من فرص الطلبة الجزائريين في اكتساب كفاءات تتماشى مع المعايير الدولية.

من جهة أخرى، تبرز التجارة والاستثمار كأحد أبرز محاور التعاون الثنائي، في ظل سعي الجزائر لتنويع اقتصادها وتقليص تبعيته للمحروقات، وسعي المملكة المتحدة إلى توسيع حضورها الاقتصادي في إفريقيا. وقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع عدد من الاتفاقيات التي تعزز من التبادلات التجارية وتوفر فرصاً جديدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد السفير داونر في تصريحه على “وجود توافق في المقاربات والانشغالات” بين البلدين بخصوص عدد من القضايا الإقليمية والدولية، معتبراً أن ذلك يمثل عنصراً مهماً في دعم الاستقرار وتعزيز الحوار بين الشمال والجنوب، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل.

وقد جرى اللقاء بحضور كل من السيد بوعلام بوعلام، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، وعمار عبة، المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الدبلوماسية، ما يعكس الطابع الرسمي لهذا الحدث وأهميته في سياق العلاقات الثنائية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram