ما قل ودل

الجزائر لن تقع و إن وقعت وجدت متكأة…هذا جوابنا على شرذمة الضباع

شارك المقال

آثرنا أن ننطلق من مقالنا للرأي أمسية اليوم بمقولة على وزن القول المأثور لعبد الله بن العباس رضي الله عنه, حين قال عن صانع المعروف بأنه لا يقع و إن وقع وجد متكأ, و ذاك ينطبق على جزائرنا التي لخّص حالها سلطانها الروحي سيدي عبد الرحمن الثعالبي قائلا في بيتين شهيرين :

إنّ الجزائر في أحوالها عجب   ولا يدوم بها للناس مكروهُ

ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتّسَع   إلا ويُسرٌ مِن الرحمن يتلوه

فمع تطور الأمور على الساحة الدولية خصوصا ما يجري في الشرق الأوسط من خلال الصراع بين إيران و إسرائيل, ظهرت موجة من المضمرين بالشر للجزائر, حيث تعّددت صيحات الضباع التي باتت في كل مناسبة تنهش  لحمنا, حيث بات من يتمنون و لو لوهلة أن يكونوا جزائريين يحلمون بأن ينتقل الصراع لبلد الشهداء, متناسين أن الجزائريين جعلوا من فرنسا التي كانت عضوا بارزا في الحلف الأطلسي تخرج و هي تجّر أذيال الهزيمة المذّلة بعد أن قدموا على مذبح الحرية ما يفوق المليون و نصف مليون شهيد ذهبوا إليه بمحض إرادتهم.

ففي حين يزداد الصراع المسّلح في أقصى الشرق ضراوة يوما بعد يوم, نجد الأبواق و الأقلام المأجورة تنخر دوما في جسد الجزائر, فلا يحلو الحديث خلال الحصص التلفزيونية التي تعنى بتشريح الوضع الجيوسياسي القائم راهنا سوى بالخوض في مآل الجزائر, و حتى المناشير التي يضعها المثقفون و المفكرون و الأساتذة الجامعيون المناهضون للجزائر تصّب في خانة إضمار الشّر لبلد الشهداء, ليتضح للعالم أن حربا إلكترونية ضروس تدار بوقود اسمه الجزائر.

بالمقابل و على وزن القول المأثور الذي بدأنا به مقالنا نختم به ما تبقى من فقراته, حيث نجد محّللين سياسيين من عيار الجنرال التونسي الأسبق توفيق ديدي يلعب دور المحامي بامتياز على بلد الشهداء أين يثني في كل وقت و حين على الجزائر حكومة و شعبا, و أعاب على تلك الضباع نباحها الذي يزيد الجزائر إصرارا على المضي قدما نحو التطور في كافة المجالات.

و على غرار توفيق ديدي فمعظم المتّدخلين الأحرار من خلال القنوات التلفزيونية خصوصا الإخبارية منها ما انفكوا يوّجهون التحايا للجزائر من خلال موقفها المشّرف حيال القضية الفلسطينية, و إدانتها و شجبها و انحيازها للجانب الإيراني معتبرة ما قام به الصهاينة هجوما بربريا ينبغي أن يعاقبوا عليه, و اعتبر أحد المحّللين المصريين الذي تناول الكلمة أن الجزائر رفعت من شأن العرب باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي واجهت الكيان الصهيوني, في زمن الفتن الذي يريد من خلاله العالم الغربي فرض الأحادية القطبية من أجل الهيمنة على باقي الدول التي يراد لها الانسياق على طريقة القطيع و عدم الانحياز للقضايا العادلة التي يراها الغرب من منظوره على أنها غير ذلك.

و من مقامنا هذا لا يسعنا سوى القول أن من لا يعرف الجزائر نذّكره لعل الذكرى تنفع ضعاف النفوس أنه في جعبتها خلال مواجهاتها مع فرنسا لوحدها الآلاف من المعارك بمختلف تسمياتها و لعل أبرزها معركة المقطع التي حيد من خلالها الأمير 1500 ما بين جندي و ضابط, و سبق لدولتنا أن هزمت و أسرت الآلاف ممن يتزّلف لهم من يضمرون لنا الشّر راهنا و في شواطئهم عندما كان أسطولنا سيدا على بحيرة الأبيض المتوسط و بيعوا في سوق النخاسة الجزائري لكي يكونوا خدما لعّلية القوم عندنا.

و أخيرا و ليس آخرا نقول لشرذمة الضباع بأن لسان حال الجزائريين يبقى دوما يلهث بعبارة “و إن عاد الغازون عدنا”…أمسية الجميع طيبة و جمعتكم مباركة و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram