ما قل ودل

أمام صمت المؤسسات الدولية الرسمية…أكاديميون يخاطبون الأمم المتحدة بشأن التصعيد العسكري على إيران

شارك المقال

في ظل التصعيد العسكري المتواصل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ 13 جوان 2025، وجّه مئات الباحثين والأكاديميين والناشطين الدوليين، من ضمنهم البروفيسور و الخبير الأمني الجزائري أحمد بن سعادة، رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبّروا فيها عن إدانتهم الشديدة لما وصفوه بـ”العدوان الإسرائيلي-الأمريكي الممنهج وغير القانوني” على إيران، محّذرين من تداعياته الكارثية على السلم والأمن الدوليين.

انتهاك صارخ للقانون الدولي

اعتبرت الرسالة أن هذا العدوان يشكّل خرقًا واضحًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن “الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المدنيين، والبنى التحتية الحيوية، والمؤسسات السيادية، تتجاوز حدود النزاع الجيوسياسي التقليدي، لتتحول إلى تهديد وجودي للنظام القانوني الدولي برمّته”.

وسجل الموقعون على الرسالة أن هذه العمليات العسكرية المتعمدة تسببت حتى الآن في مقتل أكثر من 415 شخصًا وإصابة 1550 آخرين، 90% منهم من المدنيين، بما في ذلك عدد كبير من النساء والأطفال. كما استهدفت الضربات علماء بارزين ومسؤولين عسكريين، إلى جانب منشآت طبية وتعليمية وأماكن عبادة، ما يدل على نمط متعمد من العنف غير التمييزي.

مطالبة بتحرك دولي عاجل

وفي ضوء هذه التطورات، دعت الرسالة إلى اتخاذ سلسلة من التدابير العاجلة من قبل المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة، من بينها:

  1. إصدار إدانة رسمية وواضحة للعدوان واعتباره انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقواعد حقوق الإنسان.

  2. عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار آلية “الاتحاد من أجل السلام” لمعالجة الأبعاد القانونية والجيوسياسية للأزمة.

  3. تشكيل لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق تحت إشراف الأمم المتحدة، بمشاركة المقررين الخاصين المعنيين.

  4. إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية بموجب المادتين 7 و8 من نظام روما الأساسي، نظراً لاشتباه بوقوع جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

  5. إصدار قرار ملزم بوقف العدوان، وتعويض الضحايا، وضمان عدم تكرار هذه الأفعال مستقبلاً.

  6. إرسال خبراء من منظمة اليونسكو لتقييم الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية والثقافية والعلمية.

  7. توفير ضمانات دولية لحماية المنشآت النووية من أي هجوم عسكري.

السياق الإقليمي والدولي

وأشارت الرسالة إلى أن ما يجري في إيران ليس معزولًا عن نمط سلوكي سابق، تمثّل في الاعتداءات على غزة ولبنان، حيث تم اعتماد أساليب مماثلة استهدفت البنية التحتية المدنية والقطاعات الحيوية، في ظل إفلات شبه تام من المحاسبة الدولية. كما سلطت الرسالة الضوء على ما وصفته بـ”الطبيعة الاستعمارية والعنصرية” للنظام الإسرائيلي، معتبرة أن “الإفلات من العقاب، المستند إلى الدعم الغربي والرأسمال الرمزي للمحرقة، يشجّع على تكرار الجرائم الجماعية بحق شعوب المنطقة”.

 صرخة الضمير الأكاديمي

تشكل هذه الرسالة، بحسب المراقبين، تعبيرًا عن صحوة ضمير جماعي في صفوف النخب الأكاديمية العالمية، في مواجهة التواطؤ السياسي والصمت الدولي. وتؤكد أن الوقت قد حان لاستعادة سلطة القانون الدولي، وتحقيق العدالة لضحايا العدوان، والعمل على تفادي كارثة إنسانية جديدة قد تفضي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

وبينما تلوذ المؤسسات الدولية الرسمية بالصمت أو المواقف الرمادية، تبرز مثل هذه المبادرات الأكاديمية كخط دفاع أخير عن قيم العدالة، والحق، والسلام.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram