ما قل ودل

سانشيز يرفض أخذ صورة مع رؤساء دول الناتو…الحلف الأطلسي على خطى الحلف الصليبي

سانشييز يتحاشى الظهور مع حلفاء الناتو

شارك المقال

شهد العالم مؤخرا خلال آخر اجتماع رسمي لحلف الناتو مدى تصّدع العلاقة بين رئيس حكومة إسبانيا سانشيز و الآمر الناهي على مستوى الحلف دونالد ترامب, حيث أبدى السينيور بيدرو امتعاضا من إملاءات الكاو-بوي ترامب, خصوصا فيما يتعّلق من نسبة انفاق إسبانيا اتجاه الناتو و التي لا تتعدى نسبة 2 بالمائة, بينما يطالب الزعيم الأمريكي برفعها إلى نسبة 5 بالمائة.

و أمام إصرار الأمريكي و ترّدد الإسباني خلق نوع من التشاحن بين الرجلين -عفوا بين الدولتين-, مما جعل العلاقة تتطور إلى شبه انسحاب من الجانب الإسباني, أين أعرض سانشيز عن الظهور في الصورة الجماعية كتفا لكتف إلى جانب باقي زعماء الدول, و اكتفى بالوقوف جانبا في أقصى يمين الصورة تعبيرا على أن إسبانيا ستظل على موقفها من جانب رعاية الحلف الأطلسي, و أي تعالي أو رفع الصوت من الجانب الأمريكي معناه الإنسحاب.

علما أن الاجتماعات الأخيرة التي بات يعقدها حلف الناتو ما هي إلا تمهيد لسكب الزيت على نيران الحروب التي يزمع الناتو و حلفاؤه تزكيتها في المستقبل القريب, لأجل تغيير الخريطة الاستراتيجية الجيوسياسية للعالم التي لم تعد على ما يبدو ترقى لآمال الحلف الأطلسي.

و يذّكرنا تعالي ترامب من خلال إظهاره للعالم على تزّعمه الفعلي لحلف الناتو بما فعله سلفه ملك إنجلترا في القرون الوسطى “ريتشارد قلب الاسد” الذي تزّعم هو الآخر حلفا صليبيا ضد كل ما هو عربي إسلامي, و راح يفرض الضرائب القاسية على أبناء شعبه و الشعوب الأوروبية التي تحالف معه لأجل ذات الغرض.

بالمقابل لم تدم غطرسة قلب الأسد طويلا, حتى بدأ الحلف الصليبي ينهار و يتهلهل بانسحاب العديد من الأمراء من الحروب الصليبية, الذين عادوا أدراجهم نحو ديارهم, بينما بقي المتغطرس قلب الأسد في مواجهة من كانت قلوبهم أحياء في ذات العهد مقاسا بما نعيشه اليوم, حيث كان الجزائريون من أوائل من انضموا لنداء الناصر صلاح الدين و أتخنوا في العدو الصليبي و كانوا من طلائع من كتب النصر على أيديهم في معركة حطين.

و بالتالي و على مقاس الأيام دول تشبه فترتنا نفس تلك الفترة التي عاشها أجدادنا بكرامة و عز و كانوا وقود معركة حطين, بينما في تلك الحقبة كان هناك أيضا مطّبعون و متخاذلون من جانب أمتنا, أين تجاهلهم التاريخ و تجاهلتهم أيضا الجغرافيا, لكن ذكر صلاح الدين و الجزائري سيدي أبي مدين الغوث بقي دوما على مداد الأرشيف الذهبي لتحرير بيت المقدس…فما أشبه اليوم بالبارحة و ما أقذر مصير المطّبلين و المطّبعين و المنبطحين…صباح الخير يا عرب.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram