
ما أحدثه جيل z في المغرب كان من الأجدر أن نسعى للبحث في ألعابه الإلكترونية التي تستهويه ويدمن عليها ومتابعة حصيفة للثقافة الآسيوية العابرة للحدود.
عندنا أولادنا وإخوتنا المراهقون والشباب ونسألهم عما يتابعون؟ ومنها الأشكال التنكرية والرسومات المصورة التي ظهرت في مهرجان سنوي تنظمه وزارة الثقافة والفنون (fibda) وهي مستوحاة في أغلبها من الأنمي والمانغا اليابانية والآسيوية ولا غلاقة لها مطلقا (بعبدة الشيطان) التي لها معاني فلسفية وطقوس خاصة، اذا أسس انطوان لافي Anton Lavey (كنيسة الشيطان) في سنة 1966 في أمريكا ولها آشكالها وفلسفتها الخاصة ولا علاقة لها بما نتحدث عنه.
إن اتهام أبناءنا بأنّهم يتبعون الشيطان وهو مدخل خطير للتكفير والتفسيق ، ومثل هذه الأحكام الخطيرة لا تجعلنا نقترب من هذا الجيل ولا نقيم حوارا معه بل الرفض والإقصاء هو ما يجعله (يعبد الشيطان) بمعنى الغواية والعصيان للتقاليد والآباء.
الأشكال التّعبيرية في احتجاجات الشباب بمدغشقر والمغرب يحضر فيها ألوان ورسوم الأنمي والمانغا وهي من قصص وألعاب يابانية وصينية يحضر فيها الأثر الروحي والفلسفي للمجتمعات الآسيوية ، مثل التعبير عن التحرّر من الظلم والفساد في مسلسل القراصنة (ونبيس) ، وحتى في مطاهرات السترات الصفراء بفرنسا كان هذا الاستدعاء لرموز ثقافية آسيوية.
يدل أن نُفسِّق ونكَفِّر ونشَيطِن الآخرين ومن أجل ربط جيلنا بماضيه نبدع ألعابا ورسوما وفنونا لها علاقة برموزنا وثقافتنا وهذه هي المهام الكبرى.
لا يختلف من يتهم شبابنا عن الذين يقمعون احتجاجهم في دول أخرى، إن عبادة الشيطان هي سرقة أموال الشعب والنّصب على الخلق بالدين والوطنية ، هي المحسوبية والجهوية العفنة والأنانية والظلم.