ما قام به الشعب الجزائري اليوم من خلال التكتل في جسد رجل واحد, من أجل القبض على مجرم هارب من العدالة أثبت من خلاله أبناء الشهداء على علو كعبهم مجددا, حيث كانت العملية شبيهة بإنجاز جماعي أعاد إلى الأذهان العديد من الإنجازات المشابهة من ثورة التحرير إلى مجابهة جحافل الإرهابيين بصدور عارية غير مبالين بما أقدمت عليه آلة الموت و الدمار.
فالقبض على من نتّعفف على ذكر اسمه نتيجة الأفعال الإجرامية الدنيئة التي قام بها رفقة زمرته الخبيثة التي لا بارك لهم بصحبة بعضهم بعضا, كانت بمثابة احتفال جّر وراءه حركة تضامن واسعة بين أبناء الشعب الواحد.
فعملية القبض التي قام بها الشعب أبان من خلالها روعة التنسيق بينه و بين أفراد القوات الأمنية التي استلمت المجرم بكل سلاسة من أيدي هذا الشعب, الذي عرف بأن الحنكة و التضامن من خلال هكذا تصرف سوف يجّنب البلد العديد من المصائب إن استجرأ أي خارج على القانون أن يتمادى في خروجه و الرسالة موجهة أيضا إلى من هم من شاكلته ممّن يضمرون الشّر لبلد الشهداء.
و الملفت للإنتباه أن أفراد الشعب لعبوا برمتهم على شاكلة فريق من الأنتليجيسيا يعادل أقوى الأجهزة الاستخباراتية العالمية, حيث تمت عملية تعقب المجرم الفار الذي عاث في منطقتي بوسماعيل و تيبازة فسادا من أولها و آخرها على عدة مراحل, بدءا بالترّقب و التفطن لأي حركة مريبة.
و البداية كما يرويها خلال فيديو قصير أحد رجال عمال النظافة الذي ارتاب لتحركات المجرم المتخفي, و حين تأكد من هويته قام بإبلاغ جماهير واد الفضة التي لم يربكها ما فعله المجرم, بل زادها إصرارا على الإمساك به و بدون أذيته فضربوا بذلك عربونا في عدم التعامل بالمثل, أين كّفوا أبناء منطقة بوسماعيل شر مثل هكذا أشخاص.
فحقا إذا تظافرت جهود شعبنا الأبّي فلن تعرف الجريمة عنوانا لها مستقبلا على مقاس ما قاله علي لابوانت ذات يوم في عّز ثورة المجد ” من الآن كل شي راح يتغير في القصبة” و نحن نقول بدورنا “من الآن كل الأمور ستتغير في الجزائر من الحسن إلى الأحسن”…و ختاما نرفع القبعة لجماهير واد الفضة, و رجال الأمن و كل من شارك من قريب أو بعيد و حتى من شارك بأضعف الإيمان في عملية القبض الاستعراضية على المجرم الفار.