ما قل ودل

تحت غطاء مكافحة المخدرات…فنزويلا تتهم الولايات المتحدة بـ”اختلاق حرب”

شارك المقال

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في أمريكا اللاتينية، أعلنت واشنطن عن نيتها نشر حاملة طائرات وعدد من القطع البحرية في منطقة الكاريبي، مبرّرةً هذه الخطوة بأنها تأتي في إطار عملية موسّعة لمكافحة تهريب المخدرات. غير أنّ هذه الخطوة اعتبرتها فنزويلا تحركاً عدائياً ذا أبعاد سياسية وعسكرية يتجاوز الأهداف المعلنة.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ندّد بالقرار الأمريكي، معتبراً أنه محاولة لتصعيد التوترات و«اختلاق حرب» في المنطقة، خاصة في ظلّ تدهور العلاقات بين البلدين منذ سنوات. وأوضح مادورو أنّ الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا الانتشار العسكري إلى فرض ضغوط سياسية واقتصادية إضافية على فنزويلا، مستغلةً الأوضاع الإقليمية المتوترة لتبرير وجودها العسكري في الكاريبي.

ويرى مراقبون أنّ التحركات الأمريكية تأتي في سياق أوسع من المنافسة الجيوسياسية في القارة، لاسيما في ظلّ تنامي النفوذ الروسي والصيني في أمريكا اللاتينية. كما يُعدّ هذا الانتشار استمراراً لسياسة الضغط القصوى التي تتبعها واشنطن تجاه كاراكاس منذ فرض العقوبات الاقتصادية عليها عام 2017.

من جانب آخر، اعتبرت الحكومة الأمريكية أنّ العملية تهدف إلى قطع طرق تهريب المخدرات التي تستخدمها شبكات إجرامية تنطلق من سواحل أمريكا الجنوبية نحو الولايات المتحدة. غير أنّ محللين يشيرون إلى أنّ الربط بين الأمن الإقليمي والسياسات العسكرية قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب العواقب في منطقة تشهد أصلاً توترات سياسية واقتصادية متزايدة.

بهذا، يجد الكاريبي نفسه مجدداً مسرحاً لصراع النفوذ بين واشنطن وكاراكاس، في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، ويطرح تساؤلات حول حدود استخدام القوة في العلاقات الدولية ومدى التزام القوى الكبرى بمبادئ القانون الدولي.

المصدر: الوكالات -بتصرف-

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram