
الشيخ أحمد بن عاشر رفض استقبال السلطان أبي عنان في مدينة سلا بالمغرب الأقصى حوالي عام 757 وهو من أقوى وأعظم سلاطين الدولة المرينية، وقد ارتحل السلطان إلى سلا وحرص على الاجتماع بالشيخ، ووقف بباب الشيخ مراراً، طالباً الإذن بالدخول والمقابلة، لكن الشيخ لم يأذن له، رافضاً استقباله.
لم ييأس السلطان من المحاولة، فترّصد الشيخ يوم الجمعة بعد الصلاة، وتبع الوّلي الصالح على قدميه وهو يسير، بينما الناس ينظرون إلى السلطان وإلى الشيخ، ولكن الشيخ كان على حاله لا يلتفت إليه وكأنه لا يراه، وكما قيل في بعض الروايات: “وهو لا يراه”.
ثم أرسل السلطان ولده إلى الشيخ راغباً ومستعطفاً اللقاء، لكن الشيخ أجابه بما قطع رجاءه من اللقاء المباشر.
فأرسل الشيخ إلى السلطان كتاباً في الوعظ والتذكير، تضمن رسائل قوية في التزهيد في الدنيا والتحذير من عواقبها، ومما جاء في رسالته للسلطان حسب ابن خلدون:
“يا أبا عنان! ما رأيتُ الدنيا خيراً فيمن جاء، ولا شراً فيمن ولَّى، فاتركها لربها، والزم محرابك، واحذر من يوم تزل فيه القدم”.
وما يشبه هذه القصة مايروى عن مؤسس الرحمانية امحمد بن عبدالرحمان وزهد الشيخ أحمد التيجاني في مال السلطان سليمان وقبل ذلك وقوف وانتظار الملك الزياني عند باب الشيخ واضح بن عاصم أبي البيان (دفين وادي ارهيو -غليزان).