عبد المجيد سجال -مستشار إقتصادي و إجتماعي –
إن الضعف الذي تشهده الساحة الدرامية و الإنتاج التلفزيوني في الجزائر و التقليد الأعمى السمج للبرامج الأجنبية خصوصا الكاميرا الخفية ، إنما هو دليل على وجود أزمة في هذا الجيل من العقول الجزائرية .
جيل لا يبتكر و لا يفكر خارج الصندوق , بل ينتظر ابتكارات الغير ليقوم هو بالتقليد الفاشل , هذا انعكاس للمدرسة أيها الأحبة , فالمدرسة المبنية على الحفظ و النقل بدلا من التفكير و العقل ستنتج هذه الكائنات الاجترارية عديمة الخيال و الإبداع و صعبة التفكير خارج صندوق ما يقدمه المعلم و الأستاذ و المقّرر المدرسي .
صدقوني إن الأمر ليس بالصدفة و لا ينبغي أن نتعامل معه حصرا كأنه ضعف في الإنتاج التلفزيوني فقط , بل هو ظاهرة اجتماعية و ثقافية عميقة جدا , التلفزيون و الهندسة المعمارية و الفندقة و الخدمات و الرياضة و الفلاحة و التسويق و التغليف بعض مظاهرها الجلية .
عندما تضرب طفلك لأنه يرسم على الجدران و لا يكتفي بالأوراق فإنك تقتل فيه ملكة الإبداع ،, حينما تنهره عندما يسألك أسئلة إعجازية في الإيمان ،, حينها تكون قد قتلت فيه ملكة التفكير و التدبر , حينما تعاقبه عند تفكيكه للعبته أو سيارته , حينها تكون قد وأدت فيه ملكة الهندسة العكسية و الخيال و الإبتكار .
الاقتصاد أيها الأحبة كجسد الإنسان ، ما نراه منه هو شكله و عضلاته و حركاته لكن كل ذلك هو نتاج لعمل متقن لكل خلية و لكل غدة و لكل عضو ، و ما الأسرة و المدرسة و الجامعة و المسجد و الصحة و الشارع و التلفزة إلا خلايا و غدد و أعضاء إذا فسدت فسد الجسد كله و فسد الاقتصاد كله .