أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دور شرطي العالم قد إنتهى أوانه و ذلك خلال خطوة استفزازية للولايات المتحدة الأمريكية أين لمّح بانتهاء العالم أحادي القطب مشيرا عبر نفس التلميحات لميلاد قطب ثاني من المفترض أن تكون الصين و الهند إحدى دعائمه الرئيسية .
و رغم أنه لم يذكر أمريكا بالإسم إلا أن الرسالة لم تحتاج لتشفير و كانت واضحة حيث قال من خلال خطاب رسمي ” لا ينحصر الأمر في روسيا والصين فحسب، بل في أن المزيد والمزيد من بلدان العام تريد، وستقوم بممارسة سياسة مستقلة. ولا يمكن لأي شرطي عالمي وقف هذه العملية العالمية الطبيعية , ليست لديه القوة الكافية. وستختفي الرغبة في ذلك” .
و يبدو أن حديث الرئيس الروسي لم ينتهي بتلميحات للولايات المتحدة فحسب بل اتهم بعض الدول الغربية بسرقة خيرات الدول الفقيرة إضافة إلى فرض السيادة عليها و هو لم يجلب حسب بوتين الخير لأي كان مثلما يشهد على ذلك التاريخ .
و لحد الآن لم ترد أمريكا و لا أي دولة حليفة معها على هذه التلميحات في حين طالب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر خلال تدخله في مؤتمر بالمتدى الإقتصادي العالمي بدافوس في سويسرا أن تتنازل أوكرانيا عن الأراضي المتنازل عليها لصالح الروس من أجل إيقاف لهيب الحرب , أين حذر كيسينجر الدول الغربية من مغبة إستصغار روسيا .
و أن تواصل الحرب و التي حسبه سوف يزيد لهيبها مع مرور الوقت لن يكون فأل خير على العالم الغربي و القارة الأوروبية على وجه الخصوص لأن مصير أوروبا شاء الغرب أو كره مرتبط بروسيا .
و لم تهدأ على ما يبدو نار الغضب التي أشعلتها تصريحات وزير الخارجية الأميركي السابق، والدبلوماسي الشهير البالغ من العمر 98 عاماً، هنري كيسينجر , حيث اعتبر الرئيس الأوكراني، فولدومير زيلينسكي، أنها تذكّر بحقبة النازيين، حين عمدت بعض الدول الأوروبية إلى استرضاء القائد الألماني أدولف هتلر حينها عبر التنازل عن بعض الأراضي.
إلى ذلك، حذّر كيسينجر، الذي عمل في ظل إدارتي الرئيس السابق ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد خلال السبعينيات، “من استمرار الحرب فترة طويلة”، وشدد على أهمية العودة إلى طاولة التفاوض , كما سلط الضوء على أهمية روسيا، معتبراً أنها كانت جزءًا أساسيًا من أوروبا منذ 400 عام، وعملت كقوة توازن في الأوقات الحرجة.