فعلا لقد أثبتت وهران يوم أمس على أنها جوهرة البحر الأبيض المتوسط بامتياز نظير النجاح الذي اكتسبته من خلال الحفل الإفتتاحي المميز , الذي أبهر الصحافة العالمية و أشادت به كبريات الصحف الأوروبية و ضحدت وهران كل ما حيك و كان يحاك ضد الجزائر بنجاحها الباهر خلال تنظيمها حفلا ساهرا كان مضاهيا و منافسا لمهرجانات عالمية .
و من خلال ما شاهدناه بأم أعيننا خلال الإفتتاح يجدر بنا التنويه بأن الباهية قد اكتسبت من وراء هذه الألعاب المتوسطية لبنة صلبة من المنشئات الرياضية , يحق لها من خلالها أن تكون قبلة للمنافسات العالمية , سواءا كانت مائية أو في المسالك الترابية أو المعشوشبة طبيعيا .
فمركب “ميلود هدفي” أصبح عنوانا للرقي الرياضي و كذا الترويج السياحي , فبإمكانه استقطاب المنافسات الرياضية و حتى الفنية على حد سواء كحفلات أباطرة الغناء العالميين و كل ذلك سوف يبعث بمدينة الباهية نحو العالمية , حيث أن وهران تحوي كل المؤشرات لاحتضان مثل هكذا مواعيد فجغرافيتها و نسيجها العمراني و سكانها الطيبين ذوو الطبائع المتوسطية يؤهلان الباهية لتنافس خيرة المدن العالمية .
فوهران عبر التاريخ سبق لها و أن احتضنت خيرة المنافسات العالمية حيث خلال الخمسينات جرت منازلات عالمية في الفن النبيل على حلباتها , أين نازل فيها بطل العالم “مارسيل سيردان” عدة مرات و كانت مهدا لأبطال عالميين من عيار حسين خلفي و الهواري قوديح و الهواري صبان .
و لمن لا يعرف تاريخ الباهية يجب له أن يعلم بأنها كانت تحوي شوطا من أشواط دورة فرنسا لسباق الدراجات الشهير , حيث تعتبر طريق الميناء من المسمكة نجو جسر “أحمد زبانة” حاليا من أصعب المسالك عالميا , أين كان من يتقن عبور هذا المسلك يتوج بنسبة كبيرة بطلا لدورة فرنسا .
و قصد تنوير الرأي العام تعتبر وهران من أوائل المدن في العالم التي اكتسبت ملعبا من الطراز العالمي حينها “أحمد زبانة” حاليا , أين عرف هذا الملعب حضور ريال مدريد و كذا فريق السيليساو البرازيلي بقيادة الجوهرة السوداء بيليه حينها أين تلقى حركة جسر صغير من قبل المايسترو فقيد الكرة الجزائرية عبد القادر فريحة و نال الثناء من البرازيلي نفسه .
و كانت الباهية أيضا ثاني دولة في العالم تحوي ميدان مصارعة الثيران “الكوريدا” , بعد ميدان إشبيلية بإسبانيا دون نسيان مركز الفروسية الذي يحمل حاليا تسمية “عنتر بن شداد” و الذي كان ذا صبغة عالمية و التحف هو الآخر بحّلة بهية مبديا استعداده لاحتضان الألعاب المتوسطية .
و أمام كل هذه المكتسبات الآنية آن لوهران أن تتبختر و تتدلل كي تصبح قبلة لإحتضان خيرة المنافسات العالمية في كل الرياضات بلا استثناء فبالون الإختبار الذي أطلقته عقب الإفتتاح كان ناجحا بكل المقايس العالمية .
عقب الإفتتاح الأسطوري للألعاب المتوسطية…الجزائر ترتقي عاليا إلى مصاف العالمية